الأحد، 8 نوفمبر 2009

اللهم اشفِ أبي .. وأخرِس هؤلاء






من ثقبٍ في زاوية الوجود تنسلّ الحقيقة الكئيبة وتنتشركالصداع

تتكاثف أعلى الرؤوس ضباباً من الغم والخوف .. يزداد تماسكاً وتتولد في جوفه الصواعق

ويمطر علينا هموماً وصمتاً وعبوس













أبي عابسٌ مهموم

لم تُفلح كل المحاولات في إعادة روح المرح إليه

قد استسلم تماماً فلم تعد ثمة فائدةٌ للإنكار .. يواجه الحقيقة القاتمة

يُخرجها من الكيس المزخرف بيدٍ ثابتة، ويبتلعها مع رشفةِ ماء .. فقط رشفة فهناك المزيد بانتظاره

يقولون له لقد تغيرت كثيراً .. مابالك! أرسل المزيد فهذا لا يكفي

فيبحث في جيوبه الفارغة وأدراجه التي ملأتها أوراق المستشفيات وأختام الأطبّاء

يبحث في جيوبنا نحن أيضاً .. يقول لنا هؤلاء أهلُنا وهم بحاجتنا .. فنستسلم

ويرسل ما يجده فيشترون به هواتف نقّالة جديدة ويرمون القديم ..














.. لم يعد ثمّة أمل ..

يقولها فأكتم الدمعة وأبتلع الغصة مرة كالدواء .. لا تقلها يا أبي .. ثمة أملٌ ينتظرنا في كل زاوية


يزيد همه مع رنين الهاتف الجوال .. ويزيدُ حزنُنا في كل زيارة للمرات البيضاء


بدأت أكره البياض، فليس فيه سوى الأخبار الرديئة .. وليس سوى المزيد من التأخير


والكثير من القلق،
في كل مرة يزيد القلق ولا ينقص ..

وفي كل مرة يتصلون,
يقولون كلاماً فارغاً مملاً قبل أن يطلبوا كالمعتاد ..

ويبحث أبي ثانية في جوبة المثقوبة

يبحث في أدراجه التي أغرقتها توقيعات الصيادلة وفاكسات شركة التأمين البخيلة

يبحث أيضاً في جيوبنا ولا ينطق ..

ولا نعترض ..

ولا يتوقف الرنين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق